المد و الجزر

المد والجزر هما ظاهرتان طبيعيتان معروفتان لدي جميع الناس تقريبا. ربما يراهما الإنسان يوميا أم لا, وهما مرتبطتان بالشمس و القمر , وتمثل قوة تأثير الشمس علي سطح الأرض حوالي 46% من قوة تأثير القمر.

والرسم البياني يوضح حسابهما مع مراعاة أوقات اليوم حيث تتغير قوة التأثير مع مرور الوقت, كما يراعي هذا التوقيت في الملاحة البحرية, وتأثيرهما ليس فقط في الملاحة ولكن المياة الجوفية تتأثر أيضا, فتستفيد جذور النباتات و الأشجار من عملية تغيير مستوي سطح المياة الجوفية.

وقد قام الإنسان بإستغلالهما في توليد الطاقة, ومن هنا يتضح مدي أهمية الحساب الدقيق لهما, وهذا الحساب يعتمد علي كلا من الشمس والقمر, ولذلك لا يمكن الحصول علي حساب دقيق إذا أهملنا أحدهما,

الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ‎﴿الرحمن: ٥﴾‏

ومن الواضح أن الآية لا تتحدث عن عملية التقويم فقط بل تشمل هذه الظاهرة أيضا.

فالله سبحانه وتعالي يشير إلي أمور علمية تفيد البشرية وليس لمجرد تحريك اللسان بالفاظ القرآن.فهذا ليس هو قراءة القرآن بل القراءة هي البحث والتدبر والإستنباط من العبر.

والمد و الجزر مذكوران في القرآن أيضا

أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ‎﴿طه: ٣٩﴾‏

.”الْيَمِّ ” هو حالة المياه الضحلة “الجزر” أي ليس عميق فهل ستلقي أم موسي إبنها في مياه عميقة؟

فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ‎﴿الأعراف: ١٣٦﴾‏

إذن كيف يغرق فرعون وجنوده في اليم, إذا عرفنا أن الجندي في الماضي كان يلبس دروع من حديد وهذا يجعله غير قادر علي العوم, وحيث أنهم جهلة بعلم الله فلم يدركوا حساب المد والجزر,

وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ‎﴿البقرة: ٥٠﴾‏

إذن “الْبَحْرَ” هو حالة “المد” أي عميق, ولزيادة في الإيضاح ,

فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ‎﴿الشعراء: ٦٣﴾‏

قاع البحر ليس عل مستوي واحد فإستطاع موسي أن يتحسس بعصاة القاع حتي وجد طريق يابس كأنه سفح جبل تحت سطح المياة يمشي عليه إلي أن خرج من البحر, ولو كان حسب التراث أن البحر قد إنشق إلي نصفين, فهل كان فرعون من البلاهه حتي يتبع موسي وسط هذين النصفين؟

عندما نعلل كل الأسئلة التي ليست لها إيجابة بالإعجاز فإننا نعطي لعقلنا أجازة مفتوحة يعلم الله وحده متي تنتهي. والمشكلة أن هذا القرار بالإعجاز من غيره لا نأخذه نحن, فنحن جعلنا حياتنا بأيدي الآخرين

0 0 votes
Article Rating

Views: 37

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments