كالعرجون القديم

أولا: يَعْرُجُ
من المعروف أن الغلاف الجوي يشتت أشعة الشمس, والنهار هو نتيجة هذا التشتت وليس أشعة الشمس مباشرة. فالظلام هو حال الفضاء الخارجي. وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ﴿الحجر: ١٤﴾, وبذلك نفهم من الآية أن المكان الذي ليس فيه غلاف جوي “إذا إراد الله ذلك” يصبح مظلم ولا يمكن رؤيتهم فيه وعليه يَعْرُجُ = يصبح ليس ظاهرا

ثانيا: الْأَعْرَج
و الْأَعْرَج هو الإنسان المختفي الذي لا يظهر للناس لأسباب منها كبر السن أو حتي الإعاقة البدنية والنفسية التي تمنعه من الإشتراك في الحرب أو الطعام الجماعي الذي أمر الله به لزيادة المحبة والأخوة بين الناس ,” لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿الفتح: ١٧﴾” وهذه الآيه لإستثناء هؤلاء فالمريض لعدم الإستطاعة أو لعدم إنتشار المرض إذا كان المرض معدي, والأعمي يصعب عليه المشاركة ويصبح عبئ علي الآخرين مما يسبب له إحراج و كذلك الأعرج. وبذلك فالْأَعْرَج = هو الذي لا يظهر للناس.

ثالثا: كَالْعُرْجُون
يظهر القمر لنا أثناء دورانه حول الأرض كل يوم بحجم مختلف بسبب تغير الزاوية التي نراه فيها, وهذا تقدير الله لذلك , إلا في حالة واحدة فقط وهي الظلام التام, حيث يكون مركز القمر بين مركز الأرض والشمس وعلي خط واحد. “وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿يس: ٣٩﴾” . ولذلك تصبح نهاية وبداية الشهر هي عدم إستطاعة رؤية القمر. والآية “فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ” شَهِدَ تعني المعرفة من خلال العلم والخبرة, بدليل الآية “قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿يوسف: ٢٦﴾ “, حيث أن الشاهد لم يكن حاضر للواقعة وإنما بالدليل عرف الحقيقة. “وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ” وهذا دليل آخر علي أن بداية ونهاية الأشهر تحسب بالعلم ولا تري بالعين. وعليه كَالْعُرْجُون = مثل حالة عدم ظهور القمر

كسوف الشمس

وهو إحدي هذه الحالات ولكن الزاوية تخفي الشمس كليا أو جزئيا أيضا. والجدول التالي يوضح بعض أيام كسوف الشمس في أوربا مع المقارنة بالبرنامج .

والعلم من عند الله

Views: 78